لقد علمنا من قبل أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخلو بنفسه في غار حراء متعبداً، وكانت عبادته على دين إبراهيم عليه السلام، واستمر تعبده صلَّى الله عليه وسلم في غار حراء حتى نزل عليه الوحي.
كانت الرؤيا الصادقة هي مقدمات الوحي، فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت حقاً، ولقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " أول ما بُدِئَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت مثل فلق الصبح ".
لمَّا أتمَّ الرسول عليه الصلاة والسلام الأربعين من عمره، وكان الشهر الذي أراد الله تعالى إكرامه فيه بالرسالة، وهو شهر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء حيث اعتاد الاختلاء بنفسه والعزلة عن الناس والتأمل في ملكوت الله، فلما كانت الليلة التي أكرمه الله فيها بنزول أول آيات القرآن الكريم جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " جاءني جـبريل في الغار فقال لي: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثالثة ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ماذا أقرأ؟ فقال جبريل: { اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علَّم بالقلم* علَّم الإنسان ما لم يعلم} [سورة العلق، الآيات 1- 5]. قال: فقرأتها، ثُمَّ انتهى فانصرف عني، فكأنما كُتِبَت في قلبي كتاباً. ثُمَّ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: " فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل…" أسرع الرسول عليه الصلاة والسلام في العودة وقد أصابته رعدة شديدة، وأخـذ جسمه يتصبب عرقاً حتى إذا دخل على زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قـال: " زمّلوني زمّلوني ". فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الروع سألته السيدة خديجة رضي الله عنها عمَّا أصابه، فحدّثها بالذي رأى وأخبرها الخبر. وقال لها:" لقد خشيت على نفسي ". فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبداُ، إنَّك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الزمن. ثُمَّ طمأنته وقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت. فوالله إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
ثُمً قامت السيدة خديجة رضي الله عنها وانطلقت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد، وكان ورقة قد تنصًّر، وكان ملماً للنصرانية وعالماً بالنصوص المقدسة السابقة، فقال لها بعد أن سمع منها ما حدث وما كان من أمر محمد عليه الصلاة والسلام مع جبريل عليه السلام: "إنَّ هذا الناموس الذي نزل على الأنبياء من قبل محمد. إنَّ محمداً هو نبي هذه الأمة، وقولي له أن يثبت ولا يخاف".. وقد التقى ورقة بن نوفل بالرسول عليه الصلاة والسلام وهو يطوف بالكعبة كعادته، وطلب منه أن يقص عليه قصته بنفسه، فقصَّ عليه الصلاة والسلام ما حدث له، فطمأنه وكرَّر عليه ما أخبر به السيدة خديجة, ثُمَّ أضاف: يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك حتى أنصرك نصراً مؤزراً. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أوَ مُخْرِجي هُم؟ قال: نعم، لم يأت رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلاَّ عودي. ولكن الأجل المحتوم وافى ورقة قبل بلوغه هذه الأُمنية.
وكانت سورة العلق أول سورة نزلت من القرآن الكريم على محمد صلَّى الله عليه وسلم، وكانت الليلة التي نزلت فيها هي ليلة القدر التي فضلها الله على سائر الليالي، فقال جلَّ من قائل: { إنَّا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر* تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتَّى مطلع الفجرة }. [سورة القدر].
كانت الرؤيا الصادقة هي مقدمات الوحي، فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت حقاً، ولقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " أول ما بُدِئَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت مثل فلق الصبح ".
لمَّا أتمَّ الرسول عليه الصلاة والسلام الأربعين من عمره، وكان الشهر الذي أراد الله تعالى إكرامه فيه بالرسالة، وهو شهر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء حيث اعتاد الاختلاء بنفسه والعزلة عن الناس والتأمل في ملكوت الله، فلما كانت الليلة التي أكرمه الله فيها بنزول أول آيات القرآن الكريم جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " جاءني جـبريل في الغار فقال لي: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثالثة ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ماذا أقرأ؟ فقال جبريل: { اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علَّم بالقلم* علَّم الإنسان ما لم يعلم} [سورة العلق، الآيات 1- 5]. قال: فقرأتها، ثُمَّ انتهى فانصرف عني، فكأنما كُتِبَت في قلبي كتاباً. ثُمَّ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: " فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل…" أسرع الرسول عليه الصلاة والسلام في العودة وقد أصابته رعدة شديدة، وأخـذ جسمه يتصبب عرقاً حتى إذا دخل على زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قـال: " زمّلوني زمّلوني ". فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الروع سألته السيدة خديجة رضي الله عنها عمَّا أصابه، فحدّثها بالذي رأى وأخبرها الخبر. وقال لها:" لقد خشيت على نفسي ". فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبداُ، إنَّك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الزمن. ثُمَّ طمأنته وقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت. فوالله إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
ثُمً قامت السيدة خديجة رضي الله عنها وانطلقت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد، وكان ورقة قد تنصًّر، وكان ملماً للنصرانية وعالماً بالنصوص المقدسة السابقة، فقال لها بعد أن سمع منها ما حدث وما كان من أمر محمد عليه الصلاة والسلام مع جبريل عليه السلام: "إنَّ هذا الناموس الذي نزل على الأنبياء من قبل محمد. إنَّ محمداً هو نبي هذه الأمة، وقولي له أن يثبت ولا يخاف".. وقد التقى ورقة بن نوفل بالرسول عليه الصلاة والسلام وهو يطوف بالكعبة كعادته، وطلب منه أن يقص عليه قصته بنفسه، فقصَّ عليه الصلاة والسلام ما حدث له، فطمأنه وكرَّر عليه ما أخبر به السيدة خديجة, ثُمَّ أضاف: يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك حتى أنصرك نصراً مؤزراً. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أوَ مُخْرِجي هُم؟ قال: نعم، لم يأت رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلاَّ عودي. ولكن الأجل المحتوم وافى ورقة قبل بلوغه هذه الأُمنية.
وكانت سورة العلق أول سورة نزلت من القرآن الكريم على محمد صلَّى الله عليه وسلم، وكانت الليلة التي نزلت فيها هي ليلة القدر التي فضلها الله على سائر الليالي، فقال جلَّ من قائل: { إنَّا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر* تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتَّى مطلع الفجرة }. [سورة القدر].